تحت عنوان “شهادات من القلب” نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية ملفاً موسعاً تضمن ثماني شهادات واعترافات مفصلة لجنود الاحتلال حول التجربة المرة .
التي خاضوها على بعد بضعة كيلومترات من الحدود داخل الأرض اللبنانية خلال حرب تموز/ يوليو 2006. وقال الضابط في جيش الاحتياط، افنر فيبربرج (26 عاما) انه دخل جنوب لبنان بعد توجيهات عاجلة وغير مفهومة، لافتا إلى أن الجنود لاحظوا منذ الساعة الأولى حالة البلبلة والتخبط التي لازمت القيادة العسكرية. وروى فيبربرج كيف تحولت منازل قرية دبل إلى مصيدة له ولرفاقه الذين بقوا ينزفون طيلة أربع ساعات، من دون ان يتمكن الجيش من الوفاء بوعوده بإنقاذهم، وأضاف
"في نهاية المطاف تكبدنا تسعة قتلى و31 جريحا داخل منزل واحد استهدفته نيران حزب الله".
وأشار الضابط إلى أنه أكمل غداة ذلك مع مجموعة من الجنود بهدف القيام بمهمات مراقبة واستكشاف في محيط قرية رشاف، وأضاف "دخلنا منطقة معشوشبة ومليئة بالأشجار لكن حزب الله كشفنا وأمطرنا بالقذائف، وبعد عشر دقائق تلقينا إنذاراً من قيادتنا بأن حزب الله يستعد لقصفنا عند الساعة الثانية والنصف طبقا لمعلومات استخباراتية، وعندها سألنا القيادة: وهل تعلمون أن الساعة الآن هي الثانية والخامسة والثلاثون دقيقة؟ وقد عشنا لحظات مفزعة وما زالت الكوابيس تلاحقني حتى اليوم".
وقال سائق جرافة كبيرة من نوع “دي 9” إن عناصر حزب الله كمنوا لعدد كبير من الجرافات واصطادوها بصواريخ من نوع “ساغر”، لافتا إلى انهم كانوا على دراية واسعة بتضاريس المنطقة وحفظوها عن ظهر قلب. وأضاف “ظن الجيش أن الجرافات منيعة ومحصنة استنادا إلى تجارب سابقة خلال اجتياحات لقطاع غزة، لكن الحرب في لبنان بينت أن تدريباتنا كانت خاطئة وبعيدة عن الواقع حيث اصطادونا كطيور البط وسخروا منا بشكل فاضح وبعد أن شاهدت كيف أعطبوا آلياتنا وقتلوا جنودنا أشعر اليوم بأنني سافرت إلى خارج البلاد وشاركت في فيلم خيالي”.
أما جادي فايتسمان الجندي في وحدة مظليين خاصة فاستذكر حالة الذعر الشديد التي ألمت بوحدته بعد قصف أفرادها المختبئين في أحد المنازل من قبل “نيران دبابات صديقة” في القطاع الشرقي من الجنوب في منتصف الحرب. ولفت فايتسمان إلى النقص في المعدات الطبية وإلى انتظار الجنود الجرحى أربع ساعات من دون إسعاف بسبب خوف الجيش من إرسال المروحيات لإنقاذهم، ما اضطرهم إلى نقلهم محمولين على الأكتاف مسافة أربعة كيلومترات ما تسبب بوفاة معظم المصابين.