يتمتع هذا المقذوف ولفترة طويلة بالوضع الممتاز الذي يستمر فيه المتعاقدين بالشراء، لأنه صنع بكمية وافرة، سمحت له بالتفوق بسعره المعقول على جميع المنافسين، رغماً عن أن هذا السعر لم يرتفع، وينخفض وفقاً لانخفاض منحنى الربح المرتبط بهبوط السعر مع ازدياد الإنتاج. بل بالعكس ارتفع مع التضخم المالي من 3500 دولار عام 1973، إلى 8600 دولار عام 1978.
وانبثق اسمه من الأحرف الأولى اللاتينية لكلمات مقذوف من أنبوب، ذو تعقب بصري، موجه سلكيا وهو من الجيل الثاني، وقد يسجل رقماً عالمياً في مجال إنتاج المقذوفات الموجهة في جميع الأزمنة.
وتُعد شركة "هيوز ايراكرافت" المتعهدة الرئيسية، وباشرت العمل عليه عام 1965، ليحل محل المدفع 106 مم، غير المرتد. وتم تطوير المقذوف بسرعة فائقة. ويأتي الصنف الأساسي خاصة المشاة ضمن أنبوب محكم الإغلاق مثبت إلى جهاز الإطلاق. وهذا الصنف طورته وأنتجته شركة أمرسون.
يشتمل على سبيه ثلاثية، وأنبوب إطلاق من اللدائن المقواة بالألياف الزجاجية، ومنظار بصري، وجهاز للتسديد بالاتجاه، وحاسب آلي إلكتروني للتوجيه، ومصدر قوى "بطارية".
ويثبت أنبوب المقذوف في مؤخرة أنبوبة الإطلاق. ويوجه إلى الهدف، وعند الضغط على زر الإطلاق، تعمل الحشوة "هركوليس" K-41 المعززة لفترة 0.05 من الثانية، وتقذف المقذوف خارج أنبوبة متفجرة عبر فوهات في منتصف الجسم. وعند ذاك تثبت الأجنحة الأربعة المصممة على زاوية 45 درجة نحو الأمام، حيث تثبت زعانف الضبط الأربعة الذيلية نحو الوراء.
ويقوم بإعطاء الإشارات اللازمة للتوجيه جهاز الإحساس البصري في المنظار الذي يقيس بصورة مستمرة موقع مصدر الضوء المثبت على المقذوف بالنسبة إلى خط التسديد، ويرسل الإشارات المطلوبة عبر الأسلاك المزدوجة، فتحرك بدورها أسطح تحكم الذيل الأربعة بمعدل زوجين للنموذج، وزوجين للزوغان.
المحرك الداعم لا يولد دخان، وهو يعمل لمدة ثانية واحدة، فيدفع المقذوف حتى تقارب سرعته 1.1خ، وعندما يصل المقذوف إلى أقصى مدى تكون سرعته لا تقل عن 400 كم/ ساعة مما يسمح للمقذوف بالانطلاق بقوة تفوق "قوة الجاذبية الأرضية".
وفي عام 1976 تحول الإنتاج تدريجياً إلى الصنف Tow AR ، أي ذات المدى الأطول، فزادت من سلك التوجيه.
وفي التصميم للمقذوف وضعت المعدات الإلكترونية بين المحرك والرأس الحربي، وهذا الرأس من صنع، ويزن 3.9 كجم مع حشوته المدببة المؤلفة من 2.4 كجم من المتفجرات.
وفي عام 1977، أدخلت ميزة جديدة، وهي المنظار الحراري للاستخدام ليلاً TITAC-4 ، الذي يلائم عدة تركيبات لمقذوف Tow.
وبلغ المقذوف TOW مرحلة الإنتاج الأولي عام 1970، واستعمل في فيتنام وفي عمليات أكتوبر عام 1973 مع إسرائيل، ومنذ ذلك الحين وهو ينتج بمعدل أعلى من معدل إنتاج أي مقذوف آخر معروف. وقد وزعه الجيش الأمريكي ومشاة البحرية على مختلف الوحدات حتى مستوى السرية.
وفي البداية حُمل على عربات الجيب، والعربات المدرعة M 113 مع جهاز إطلاق واحد يعاد تعميره يدوياً بعشرة مقذوفات إضافية.
أما نظام Tow المحمول جواً M-65 ، تتسلح به طائرة الهجوم العمودية الأمريكية النموذجية AH-1 C تاو، كوبرا، والطائرتان العموديتان التابعتان للبحرية GH-1 G وAH-1T ، وقد زُوِدَّت كل منهما بمنظار متداخل وبجهازي إطلاق رباعي.
وتستعمل بلدان أخرى أنظمةTow على الطائرات العمودية لينكس BO-105، أو A-109، أو M-D 500 أو غيرها. كما أن هذا المقذوف سوف يكون واحداً من التجهيزات الأساسية على طائرة الجيش الأمريكي العمودية AH-64 A.
وقد أدخل الجيش الأمريكي في ألمانيا عام 1978 صنف محسن على عربة تاو المحسنة M 109 مع مكان مدرع للسلاح يحتوي على جهاز إطلاق، ومنظار نهاري، وآخر ليلي وثالث لميدان رؤية واسع لالتقاط الأهداف، مع جهاز رافع آلي يدور 360 درجة، كذلك زُوِدَّت عربة القتال للمشاة "MICF" ببرج يحتوي على مقذوف Tow ، مع مدفع عيار 25 مم، وجهاز إطلاق.
بلغ ما سلم إلى مصانع "تكسوت"، حتى سبتمبر 1978، حوالي 190 ألف مقذوفBGM-71 A للجيش الأمريكي ومشاة البحرية، وحوالي 53 ألف مقذوف صدرت إلى دول عديدة حيث وصلت إلى 40 دولة.
ويعتبر الصاروخ خفيف الوزن سهل التركيب والاستعمال، حيث يمكن تركيب قطع الصاروخ وإعداده للرمي في فترة زمنية قصيرة جداً وهي 25 ثانية فقط للطاقم الجيد التدريب.
ويعتبر صاروخ Tow الأمريكي، العدو رقم 1 للدبابات والمدرعات، حيث يمكنه تدمير أي مدرعة على بعد ميل أو أكثر وإن كانت تسير بسرعة 30 ميلاً في الساعة، كذلك الصاروخ فعال جداً ضد الأهداف الثابتة كالمواقع العسكرية، ونقاط الرصد، والحراسة، والجسور وغيرها.
ويمتاز الصاروخ Tow بعدة ميزات منها: قـدرة هائلة على إصابة أهداف لا تقل عن مسافة 65 متراً وتزيد عن مسافة 3 آلاف متر. تنطلق بسرعة كبيرة نحو الهدف حيث تبلغ سرعتها 3 آلاف متراً /3.5 ثانية. وصعوبة معرفة مصدر الإطلاق حيث أن الصاروخ لا يترك أثراً من الدخان أثناء انطلاقه لعدم وجود ذيل من الدخان يكون الرأس محمياً من مضار غاز الصاروخ الساخن. وتتم عملية توجيه الصاروخ أوتوماتيكياً دون الاعتماد على مهارة الرامي في التوجيه، فكل ما يقوم به الرامي هو تثبيت المستقيمين المتقاطعين واللذان يمثلان إشارة التصويب الموجودة داخل المنظار على الهدف عند مشاهدته. ثم الضغط على زر الإطلاق، ومواصلة التثبيت حتى إصابة الهدف حيث أن الصاروخ مصمم على الاستقلالية عن جهد الرامي. إذ أنه يتجه للهدف باتباع الإشارات التي تصله من سلكين بسمك الشعرة مثبتين على الصاروخ تساعده على تعديل مساره وزاوية طيرانه نحو الهدف.
والصاروخ له الدقة العالية في إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة. ويتميز بسهولة الحمل والاستعمال. وأثبت هذا الصاروخ جدارته خلال حرب فيتنام، حيث قامت الطائرات العمودية بتدمير أعداد من الدبابات وآليات الفيتناميين
مشكورين على المرور
أخوكم المساعد