منتديات الإمام علي الرضا (ع)
منتديات الإمام علي الرضا (ع)
منتديات الإمام علي الرضا (ع)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المجلس الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ABU HADI
..::المدير العام::..
..::المدير العام::..
ABU HADI


ذكر
عدد الرسائل : 170
العمر : 36
الإقامة: : الجنوب اللبناني الأبي و الشريف و الوفي
المهنة: : طالب القرب
هوايات: : التصميم
تاريخ التسجيل : 13/05/2007

المجلس الرابع Empty
مُساهمةموضوع: المجلس الرابع   المجلس الرابع Emptyالأربعاء يناير 16, 2008 10:28 pm

بسم الله الرحمن الرحيمـ

اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهمـ والعن أعدائهم
إلى يوم الدين بحق سيدي ومولاي الإمام الحسين.عليه السلامـ

الكوفة خائفة. جلست ذليلة في حضرة ابن زياد.. وزياد يشير بسوطه.. فتتساقط الرؤوس.. وتطيح الأيدي. وانحنت الرقاب ((للأرقط)) لقد انتصر بجيشه الوهمي القادم من الشام. الكوفة كلّها أسيرة في قبضته.. تنقاد له طائعة. يصرخ فيها:
- اقتلوا آل الحسين.. إنهم أناس يتطهّرون.
وينتظم العبيد.. عبيد الدنيا جيشاً عرمرماً يقوده ((الحرّ
فارس يقود ألف فارس مدجّج السلاح يجوبون الصحراء بحثاً عن قافلة صغيرة
والحرّ يجوب الصحراء في مهمّة كان يلعنها في أعماق نفسه
ويسمع الحرّ صوتاً عجيباً.. صوتاً قادماً من وراء الرمال:

- ابشر يا حرّ بالجنة.

- أية جنّة وأنا سائر لقتال سبط النبي.

الخيل تلهث.. أضرّ بها الظمأ.. والصحراء تلتهب.. تتوهج.. تشتعل جحيماً لا يطاق والحرّ يُبشَّر بالجنّة. وتبدو في الأفق قافلة تتجه نحو ذي حسم (الجبل الصغير).

الشمس في كبد السماء تتشظى حمماً.. تتفجّر لهباً، والرمال تشتعل جمراً، والخيل تلهث.. تهوّم عيونها نحو سراب بعيد يحسبه الظمآن ماء. وقف الحرّ قبال الحسين في الظهيرة العظمى.. الخيول تنظر إلى الحسين.. تشمّ رائحة الماء، وتحمحم.

هتف الحسين:

- اسقوهم وارشفوا الخيل...



ومرّت مئات الخيول الظامئة.. تعبّ من الماء.. وتطفئ لهب الصحراء.



ورأى الحسين فارساً وصل متأخراً، وقد أضرّ به العطش، فقال بلغة حجازية:


فلم يدر الرجل ما يصنع، فعطف الحسين له السقاء حتّى ارتوى وسقى فرسه.



وساد صمت رهيب رغم حمحمة الخيل.. وكان الجميع يتساءلون عن سرّ وجودهم في تلك البقعة الملتهبة من دنيا الله. وأذَّن ((ابن مسروق)) للصلاة: فقال للحسين:

- أتصلّي بأصحابك.

- لا، بل نصلّي جميعاً بصلاتك.



وصلّى الحسين بالجموع.. وصلّى خلفه ألف فارس كانوا يريدون القبض على الرجل القادم من الحجاز. وقال الحسين بعد الصلاة:

- نحن أهل بيت محمد أولى بالأمر من هؤلاء المدّعين.. السائرين بالجور والعدوان، فإن أبيتم إلّا الكراهية لنا، والجهل بحقنا، وكان رأيكم على غير ما أتتني به كتبكم انصرفت عنكم...



تساءل الحرّ:

- ما أدري، ما هذه الكتب التي تذكرها ؟!



فنظر الحسين إلى ((ابن سمعان))، فأحضر خرجين مملوءين كتباً.. رسائل بالآلاف.. كتبها الكوفيون.. كتبها الكوفيون، كلها تقول أن أقدم علينا ليس لنا إمام غيرك.



تمتم الحرّ خجلاً:

- إني لست من هؤلاء.. وإني أمرت أن أقدمك الكوفة على ابن زياد.



قال صاحب الأنف الأشمّ:

- الموت أدنى إليك من ذلك..



القافلة تريد أن تستأنف رحلتها.. سفن الصحراء ترفع مراسيها.



و((الحر)) يعترض:

- أنا أنفّذ أمر الخليفة.

- ثكلتك أمّك.

- أما لو غيرك من العرب يقولها لي ما تركت ذكر أمّه كائناً من كان.. ولكن مالي إلى ذكر أمّك من سبيل.. فأمّك الزهراء البتول.



وأردف الحرّ متوسّلاً:

- لتسلك طريقاً وسطاً.. لا يدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة، حتى أكتب إلى ابن زياد، فلعلّ الله يرزقني العافية.



كانت القافلة تسير باتجاه بوصلة القدر.. باتجاه مدينة تعيش في رحم المستقبل.



كانا يسيران على مهل.. يسيران في طريق واحد.. طريق رسمته الأقدار.



همس الحرّ بحزن:

- إني أذكّرك الله في نفسك، فإني أشهد لئن قاتلت لتُقتلَنَّ.



وأدرك الحسين ما تموج به أعماق ((الحرّ

- أفبالموت تخوّفني ؟!



سأمضي وما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما



فإن عشت لم أندم وإن مت لم أُلَم



كفى بك ذلاً أن تعيس وترغما



وأدرك الحر هدف الحسين.. الغاية التي يتحرك نحوها. ابتعد عنه.. أخذ ناحية أخرى من الطريق.. يسايره فيها من بعيد.. ولكنه شعر بنفسه تهفو إلى الرجل السائر نحو الموت.. الرجل الذي قال من قبل: من لحق بنا استشهد ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح.





وهو من جملة شهداء عاشوراء الأجلاّء. وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة، دعاه ابن زياد لمقاتلة الحسين وانتدبه على ألف فارس1).



. ولمّا رأى الحرّ أنّ القوم عازمون على حرب الحسين، تذرّع بأنّه يريد سقي فرسه في صباح يوم العاشر، وفارق جيش ابن سعد والتحق بركب الحسين، ووقف بين يدي الحسين معلناً توبته، ثم استأذنه للبراز.



إنّ هذا الاختيار المثير، واختيار الجنّة على النار، قد جعل من شخصية الحرّ شخصية محبوبة وبطولية.



تقدم الحر إلى العدو وكلمهم بأبلغ القول ووبخهم على محاربة الحسين،وقد أوشك كلامه أن يثير بعض جيش ابن سعد ويصرفهم عن حرب الحسين، فرماه جيش العدو بالسهام. فعاد إلى الحسين. وبرز بعدها إلى الميدان وقاتل قتال البطال حتى استشهد.



وكان عند القتال يرتجز ويقول:



إنّي أنا الحـرّ ومأوى الضيف

أضـرب في أعناقكم بالسـيفِ

عن خير من حلَّ بأرض الخيف

أضـربكم ولا أرى من حـيفِ



ممّا يدلّ على شجاعته واستماتته في القتال والذبّ عن سيّد الشهداء، ومدى معرفته لأحقيّة هذا الطريق.



بعد استشهاده حمله أصحاب الحسين عليه السلام حتى وضعوه بين يديه وبه رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول: "أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة"



عصّب الحسين رأس الحر بمنديل. وبعد واقعة الطف دفنه بنو تميم على بعد ميل من قبر الحسين، حيث قبره الآن خارج كربلاء في المنطقة التي كانت تسمى قديما بـ"النواويس"



وممّا ينقل أنّ الشاه إسماعيل الصفوي حفر قبر الحر ووجد جسده سالماً،ولما أراد فتح العصابة التي على رأسه سال دمه، فأعادوها كما كانت. ثم بنوا قبّة على قبره



روت كتب المقاتل وجميع المصادر التي أوردت أخبار واقعة الطف، سيرة الحرّ ودوره في الواقعة منذ لقائه بقافلة سيّد الشهداء، حتى توبته والتحاقه بجبهة الحقّ واستشهاده بين يدي الحسين. وتوبته من المع معالم حياته.



عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيد شباب أهل الجنة
السلام عليكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3hx3h.tk
 
المجلس الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجلس الأول
» المجلس الثاني
» المجلس الثالث
» المجلس الخامس
» المجلس السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الإمام علي الرضا (ع) :: منتديات عشاق الحسين >>المنتديات الدينية :: منتدى عـــــاشـــــــوراء-
انتقل الى: