وجه قائد الثوره الاسلاميه سماحه آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الاربعاء رسالة مهمه الي العالم الاسلامي ندد فيها بشده بالمجزره التي ارتكبها الكيان الصهيوني في بلده "قانا" اللبنانيه وكذلك صمت وعدم اكتراف الامم المتحده والمنظمات المتشدقه بحقوق الانسان مؤكدا بان حزب الله يقف اليوم في الخط الامامي للدفاع عن الامه الاسلاميه وجميع شعوب المنطقه .
و فيما يلي نص الرساله :
بسم الله الرحمن الرحيم
ان ماساه " قانا " المروعه قد ملات قلوبنا الما وحزنا ، انها قد جعلتنا وسائر الشعوب المسلمه واحرار العالم كافه في حداد ، كما اثار مشاعر الغضب فينا .
تري باي ذنب قتل اولئك الاطفال الابرياء .. تلك الاجسام الضعيفه النحيله وتلك القلوب الصغيره المصابه بالذعر والهلع ؟ لاي سبب شويت الاكباد الملتهبه في صدور آبائهم وامهاتهم هكذا علي يد الصهاينه السفاكين وحماتهم الامريكان الثملين بنشوه الغرور ؟ الياي اساس من المنطق والدليل يستند ماصار يجري خلال العشرين يوما من قصف مستمر للبنان ، وجرائم مروعه علي نطاق واسع وعمليات تدمير تطال هذا البلد مع مجازر تطال المدنيين فيه ؟ كي نجد العالم الذي يدعي التحضر والامم المتحده والدول والمنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان تقف كلها، هذا الموقف البارد اللامبالي امام ذلك كله .
الي متي يجب ان يتحمل العالم الاسلامي وجود الكيان الصهيوني الذي لايمثل الا الفتنه والشر ؟ الي متي تترك الدول الاسلاميه آمريكا المستكبره والموءججه للحروب مطلقهاليدين في هذهالمنطقه الحساسه ؟ ان ماحدث في لبنان ، فسر للجميع حقوق الانسان الامريكيه ، وكشف عن مشروع الشرق الاوسط الذي تسعي آمريكا لتحقيقه .
لقد اصبح اليوم واضحا للجميع ، بان عمليه مهاجمه لبنان كانت خطه مرسومه من قبل ومحاوله امريكيه - صهيونيه باعتبارها خطوه اساسيه نحو فرض السيطره علي الشرق الاوسط والعالم الاسلامي .
ان بوش وزملاءه الامريكان مذنبون في مآسي لبنان الي درجه لايقلون ذنبا عن قاده الكيان الصهيوني المجرمين الخبثاء، كما ان موقف الامم المتحده ومعظم الحكومات الغربيه المتمثله في التزام الصمت ، او موقف بعض الحكومات في دعم الصهاينه كحكومه بريطانيا المتسمه بتاريخها السيي ء وسمعتها المشينه يحمل هوءلاء مسوءوليه المشاركه في الجريمه ، بنسب متفاوته ، سواء في الحكم الذي تصدره البشريه اليوم وغدا ، او امام المحاسبه الالهيه والعقاب الالهي .
لقد اصبحت الشعوب المسلمه اليوم مستاءه من آمريكا وغاضبه عليها اكثر مناي وقت مضي. كما ان حكومات هذه الشعوب حتي تلك التي تواجه الحرج لاعتبارات سياسيه ايضا تشعر بالضيق والاشمئزاز من كل هذه التجاوزات الاستكباريه الوقحه ، وهي تعترض عليها .
وعلي ضوء دعم النظام الامريكي للمجرمين الصهاينه وتاييده لجرائمهم وانتهاكه السافر لحقوق الشعوب المسلمه ، فلابد له ان ينتظر تلقي الصفعه الشديده والكلمه القويه من الامه الاسلاميه .
ان صمود الشعب اللبناني وجهاد حزب الله البطولي والاقتدار الناتج عن ايمانهم وصبرهم واتكالهم علي الله .
كل ذلك يشكل رمزا اخر لصحوه العالم الاسلامي وعزيمته الراسخه للوقوف بوجه العداوات والاحقاد .
ان الشباب اللبنانيين الموءمنين البواسل المظلومين قد اصابوا وجه المعتدين البشع بقبضتهم الحديديه مما حطم انفهم وكسر زجاجه غرورهم ونشوتهم .
ان السياسه الاستراتيجيه التي تتبعها آمريكا مبنيه علي زعزعه الامن وخلق الازمات وتاجيج الحروب في هذه المنطقه .
فليعلموا انه كلما زعزوا الامن اكثر ، زادوا من غضب الشعوب عليهم وجعلوا العالم غير امن لانفسهم اكثر فاكثر. ان السلوك العدواني الذي تتبعه آمريكا واسرائيل سيوءدي الي احياء روح المقاومه في العالم الاسلامي فاكثر فاكثر وسيبرز قيمه الجهاد في عيون المسلمين اكثر من ذي قبل.
ليعلم العالم الاسلامي والشباب المسلم في جميع الدول الاسلامية بان الطريق الوحيد لمواجهة الذئب الصهيوني الوحشي والتصدي لعدوان الشيطان الاكبر , هو المقاومة المصحوبة بالتضحيات .
ان موقف الاستسلام والرضوخ امام رجال الإدارة الامريكية المغامرين والمثيرين للفتن , انما يزيد هؤلاء طمعاً وجرأة ً , ويجعل الامر اصعب للشعوب .
فلو استسلم لبنان أمام العدوان الاسرائيلي ـ الامريكي , ولولا تضحيات شباب حزب الله المجاهدين والمواطنين المظلومين في الجنوب اللبناني الذين تحملوا اعباء هذا الدفاع المقدس , لهددت الشعب اللبناني بأكمله محنة طويلة المدى وذلة متزايدة مع الايام , حيث كان هذا المنحى الهجومي يجتاح هذه المنطقة برمتها .
لقد أصبح حزب الله اليوم يمثل الخط الامامي للدفاع عن الامة الاسلامية وجميع شعوب المنطقة , ان العدو الصهيوني لا يفرق بين دين ودين , ولابين المسجد والكنيسة ولابين الشيعة والسنة , فهو كيان عنصري معتد ٍ سفاح, واذا لم ير رادعا ً في طريقه فإنه لن يتورع عن اقتراف أي جريمة بحق أي جماعة او شعب .
على جميع شعوب المنطقة والطوائف الاسلامية وأتباع مختلف الديانات في لبنان وفي كل الدول الاسلامية أن يضعوا أيديهم في أيدي البعض ويوحدوا صفوفهم , وان لايسمحوا بان يؤدي تفرقهم إلى تعزيز موقف العدو .
إن ايران الاسلامية ترى من واجبها الوقوف بوجه طغيان أمريكا وعدوانها والتحركات الشريرة التي يقوم بها الكيان الصهيوني , وانها ستقف بجانب جميع الشعوب المظلومة وبخاصة الشعب اللبناني العزيز والشعب الفلسطيني المناضل .
إن أمريكا التي هي عمليا الطرف المجرم في ساحة هذه المآسي المروعة وذلك بسبب تأييدها السافر لقتل المدنيين اللبنانيين ومعارضتها الصريحة لوقف اطلاق النار في لبنان , ومساعدتها للمعتدين الصهاينة تسليحيا وماليا وسياسيا , تحاول الآن فرض ظلم مضاعف على الشعب والحكومة في لبنان من خلال فرض شروطها عليهم .
لاشك أن هذا الشعب المقاوم وهؤلاء المجاهدين الشجعان لن يرضخوا لمثل هذا الظلم , ولن يقرروا إلا مايخدم مصالحهم .
وإنني لأعزي الشعب اللبناني الحبيب ومجاهديه الأباة ونخبه ومسؤوليه السياسيين بهذه المصائب التي اصيب بها أبناء هذا الشعب النبيل , معلنا ً مواساة الشعب الايراني العظيم لهم .
السلام على الشعب اللبناني والسلام على حزب الله المنتصر , والسلام على القائد العربي الباسل المؤمن السيد حسن نصر الله.
قال الله تعالى ( فاصبر , إن وعد الله حق , ولا يستخفنك الذين لايوقنون ...)
سيد علي الخامنئي
1 /8/2006